علوم الحديث
معرفة علوم الحديث
الحاكم النيسابوري
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد المحمودي الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو المطهر القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازة قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي ثم النيسابوري قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الحافظ النيسابوري قال الحمد لله ذي المن والإحسان والقدرة والسلطان الذي أنشأ الخلق بربوبته وجنسهم بمشيته واصطفى منهم طائفة أصيفاء وجعلهم بررة أتقياء فهم خواص عباده وأوتاد بلاده يصرف عنهم البلايا ويخصهم بالخيرات ةالعطايا فهم القائمون بإظهار دينه والمتمسكون بسنن نبيه فله الحمد على ما قدر وقضى وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ الاأولياء دون كتابه واتباع الخلق دون نبيه صلى الله عليه وسلم واشهد ان محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى بلغ عنه رسالته فصلى الله عليه آمرا وناهيا ومبيحا وزاجرا وعلى آله الطيبين قال الحاكم رحمه الله أما بعد فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت ومعرفة الناس بأصول السنن قلت مع إمعانهم في كتابة الاخبار وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج اليه طلبة الاخبار المواظبون على كتابة الآثار واعتمد في ذلك سلوك الاختصار دون الإطناب في الإكثار والله الموفق لما قصدته والمان في بيان ما اردته انه جواد كريم رءوف رحيم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الادمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال ان لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم قال أبو عبد الله وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر ان الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم الى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التاويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا اثار السلف من الماضين ودمغوا أهل البرع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله أجمعين من قوم اثروا قطع المفاوز والقفاز على التنعم في الدمن والاوطار وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والاخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والاثار بوجود الكسر والاطمار قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق اليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والاهواء والمقاييس والاراء والزيغ جعلوا المساجد بيوتهم واساطينها تكاهم وبواريها فرشهم حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا عمر بن حفص بن غياث قال سمعت أبي وقيل له الا تنظر الى أصحاب الحديث وما هم فيه قال هم خير أهل الدنيا وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال سمعت علي بن خشرم يقول سمعت أبا بكر بن عياش يقول اني لارجو ان يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني فلو شاء ان يرجع ويقول حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل الا انهم لا يكذبون قال أبو عبد الله ولقد صدقا جميعا ان أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم وجعلوا عذاؤهم الكتابة وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد واصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة اخوانهم وأهل الإلحاد والبدع بأسرها اعداؤهم سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول كنت انا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي فتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال أصحاب الحديث قوم سوء فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال زنديق زنديق زنديق ودخل البيت سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارا يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شيء اثقل على أهل الإلحاد والبدع لا ابغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد قال أبو عبد الله وعلى هذا عهدنا في اسفارنا واوطاننا كل من ينسب الى نوع من الاحاد والبدع لا ينظر الى الطائفة المنصورة الا بعين الحقارة ويسميها الحشوية سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وهو يناظر رجلا فقال الشيخ حدثنا فلان فقال له الرجل دعنا من حدثنا الى متى حدثنا فقال له الشيخ قم يا كافر ولا يحل لك ان تدخل داري بعد هذا ثم التفت إلينا فقال ما قلت قط لاحد لا تدخل داري الا لهذا
0 comments:
Post a Comment