معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها
معرفة المراسيل المختلف في الاحتجاج بها
وهذا نوع من علم الحديث صعب قل ما يهتدى إليه إلا المتبحر في هذا العلم فإن مشايخ الحديث لم يختلفوا في أن الحديث المرسل هو الذي يرويه المحدث بأسانيد متصلة إلى التابعي فيقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن سعيد بن المسيب ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال ومن أهل الشام عن مكحول الدمشقي ومن أهل البصرة عن الحسن بن أبي الحسن ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي وقد يروى الحديث بع الحديث عن غيرهم من التابعين إلا أن الغلبة لرواياتهم وأصحها مراسيل سعيد بن المسيب والدليل عليه أن سعيدا من أولاد الصحابة فإن أباه المسيب بن حزن من أصحاب الشجرة وبيعة الرضوان وقد أدرك سعيد عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير إلى آخر العشرة وليس في جماعة التابعين من أدركهم وسمع منهم غير سعيد وقيس بن أبي حازم ثم مع هذا فإنه فقيه أهل الحجاز ومفتيهم وأول فقهاء السبعة الذين يعد مالك بن أنس إجماعهم إجماع كافة الناس سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب وأيضا فقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحة وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره فهذه صفة المراسيل عند أهل الحديث حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال وجدت بخط أبي ثنا الحسن بن عيسى مولى بن المبارك قال حدثت بن المبارك بحديث لأبي بكر بن عياش عن عاصم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسن فقلت لابن المبارك أنه ليس عنه إسناد فقال إن عاصما يحتمل له أن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فغدوت إلى أبي بكر فإذا بن المبارك قد سبقني إليه وهو إلى جنبه فظننته فد سأله عنه قال الحكام فأما مشايخ أهل الكوفة فكل من أرسل الحديث عن التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء فإنه عندهم مرسل محتج به وليس كذلك عندنا فان مرسل أتباع التابعين عندنا معضل ويسأتي ذكره وشرحه بعد هذا إن شاء الله عز وجل سمعت أبا عبد الله محمد بن محمد بن عبيد الله الواعظ يقول سمعت عبد الله بن عدي بن عبد الله يقول سمعت أحمد بن محمد بن الحسن يقول سمعت محمد بن يزيد الواسطي يقول سمعت يزيد بن هارون يقول قلت لحماد بن زيد يا أبا إسماعيل هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن فقال بلى ألم تسمع إلى قول الله تعالى ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فهذا فيمن رحل في طلب العلم ثم رجع به إلى من وراءه ليعلمهم إياه قال الحكام ففي هذا النص دليل على أن العلم المحتج به هو المسموع غير المرسل هذا من الكتاب وأما من السنة فحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة حدثنا ضرار بن صرد ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الأسدي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم والحديث المشهور المستفيض بذلك قوله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها حتى يؤديها إلى من لم يسمعها الحديث
0 comments:
Post a Comment