ألفية إبن مالك
ألفية إبن مالك
في النحو والصرف
للعلامة : محمد بن عبدالله بن مالك الأندلسي
دار الكتب العلمية : بيروت- لبنان
تعريف بالناظم
هو جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك الإمام العلامة الأوحد الطائي الجيّاني الأندلسي، المالكي حين كان بالمغرب الشافعيّ حين انتقل الى المشرق، النحوي نزيل دمشق.
ولد رحمه الله بجيّان الأمدلس سنة 600 هـ أو في التي بعدها، وسمع بدمشق من مكرم، وأبي صادق الحسن بن صبّاح، وأبي الحسن السخاوي وغيرهم. وأخذ العربية عن غير واحد فممّن أخذ عنه بجيّان أبو المظفر ثابت بن محمد بن يوسف بن الخيّار الكلاعي من أهل لبلة، وأخذ القراءات عن أبي العبّاس أحمد بن نوار؛ وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبدالله بن مالك المرشاني، وجالس ابن يعيش وتلميذه ابن عمرون وغيره بحلب، وتصدّر بها لإقراء العربية، وصرف همته الى إتقان لسان العرب حتى بلغ فيها الغاية، وأربى على المتقدمين. وكان إماما في القراءات وعالما بها، وصنّف فيها قصيدة دالية مرموزة في قدر الشاطبية.
وأما اللغة فكان إليه المنتهى؛ قال الصفديّ: أخبرني أبو الثناء محمود قال: ذكر ابن مالك يوما ما انفرد به صاحب المحكم عن الأزهريّ في اللغة؛ قال الصفديّ: وهذا أمر يعجز، لأنه يحتاج الى جميع معرفة ما في الكتابين، وأخبرني عنه أنه كان إذا صلى في العادلية ـ لأنه كان إمام المدرسة ـ يشيّعه قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان الى بيته تعظيما له. ومع هذا لم ندر لأي سبب أغفل ابن خلكان ترجمته.
وقد روى عنه الألفية شهاب الدين محمود المذكور، ورواها الصفديّ خليل عن شهاب الدين محمود قراءة، ورواها إجازة عن ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر، وعن شهاب الدين بن غانم بالإجازة عنهما عنه. وأما النحو والتصريف فكان فيهما ابن مالك بحرا لا يجارى، وحبرا لا يبارى. وأما اطّلاعه على أشعار العرب التي يستشهد بها على النحو واللغة فكان أمرا عجيبا وكان الأئمة الأعلام يتحيّرون في أمره. وأما الاطلاع على الحديث فكان فيه آية، لأن أكثر ما يستشهد بالقرآن، فإن لم يكن فيه شاهد عدل الى الحديث، وإن لم يكن فيه شاهد عدل الى أشعار العرب؛ هذا مع ما هو عليه من الدين المتين والعبارة وصدق اللهجة وكثرة النوافل وحسن السّمت وكمال العقل.
وأقام بدمشق مدة يصنّف ويشتغل بالجامع وبالتربة العادلية، وتخرج عليه جماعة، وكان نظم الشعر عليه سهلا رجزه وطويله وبسيطه.
ومن تصانيف ابن مالك " الموصّل في نظم المفصّل" وقد حلّ هذا النظم فسماه: سبك المنظوم، وفك المختوم، ومن قال: ان اسمه فك المنظوم وسبك المختوم فقد خالف النقل والعقل. ومن كتب ابن مالك "لكافية الشافية" ثلاثة آلاف بيت وشرحها، و"الخلاصة" وهي مختصر الشافية و" إكمال الأعلام بمثلث الكلام" وهو مجلّد كبير كثير الفوائد يدل على اطلاع عظيم و"لامية الأفعال وشرحها" و" فعل وأفعل" و"المقدمة الأسديّة" وضعها باسم ولده الأسد و" عدّة اللافظ وعمدة الحافظ" و" النظم الأوجز فيما يهمز" و"الاعتضاد في الظاء والضاد" مجلد و" إعراب مشكل البخاري" و" تحفة المودود في المقصور والدود" وغير ذلك كشرح التسهيل.
وروى عنه ولده بدر الدين محمد، وشمس الدين بن جعوان وشمس الدين بن أبي الفتح، وابن العطّار، وزين الدين أبو بكر المزّي، والشيخ أبو الحسين اليوتيني (شيخ المؤرخ الذهبي)، وأبو عبدالله الصيرفيّ، وقاضي القضاة بدرالدين بن جماعة، وشهاب الدين بن غانم، وناصر الدين بن شافع، وخلق سواهم.
ومن رسوخ قدمه في علم النحو أنه كان يقول عن ابن الحاجب: إنه أخذ نحوه من صاحب المفصّل، وصاحب المفصّل نحويّ صغير، وناهيك بمن يقول هذا في حق الزمخشري. وكان الشيخ ركن الدين بن القوبع يقول: إن ابن مالك ما خلّى للنحو حرمة. وقدم رحمه الله القاهرة ثم رحل الى دمشق وبها مات ثاني عشر شعبان سنة 672 هـ.
وكان ذا عقل راجح حسن الأخلاق مهذبا ذا رزانة وحياء ووقار وانتصاب لللإفادة، وصبر على المطالعة الكثيرة، تخرّج به أئمة ذلك الزمان كابن المنجي وغيره، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لها العلماء الأعيان، وكان حريصا على العلم حتى انه حفظ يوم موته ثمانية شواهد.
وحكى أنه توجه يوما مع أصحابه للفرجة بدمشق فلما بلغوا الموضع الذي أرادوه غفلوا عنه بسويعة فلم يجدوه ثم بحثوا عنه فوجدوه منكبّا على أوراق، وأغرب من هذا ـ في اعتنائه بالعلم ـ ما مرّ أنه حفظ يوم موته عدّة أبيات؛ حدّها بعضهم بثمانية؛ لقنه ابنه إياها، وهذا مما يصدق ما قيل:" بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنّى" فجزاه الله خيرا عن هذه الهمّة العليّة.
ورحم الله ابن مالك فقد أحيا من العلم رسوما دارسة، وبيّن معالم طامسة، وجمع من ذلك ما تفرّق، وحقق ما لم يكن تبيّن منه ولا تحقق، ورحم شيخه ثابت بن الخيار، فإنه كان من الثقات الأخيار.
وذكر الصفدي عن الدهبي: أن ابن مالك صنّف الألفية لولده تقيّ الدين المدعوّ بالأسد، واعترضه العلامة العجيسي بأن الذي صنّفه له عن تحقيق المقدمة الأسدية، قال: واما هذه الألفية فذكر لي من أثق بقوله: إنه صنّفها برسم القاضي شرف الدين هبة الله بن نجم الدين عبدالرحيم بن شمس بن ابراهيم بن عفيف الدين بن هبة الله بن مسلم ابن هبة الله بن حسّان الجهني الحموي الشافعي الشهير بابن البارزي.
وقد قال بعض المغاربة يمدح ابن مالك وألفيته:
لقد مزّقت قلبي سهام جفونها*** كما مزّق اللخميّ مذهب مالك
وصال على الأوصال بالقدّ قدّها*** فأضحت كأبيات بتقطيع مالك
وقلدت إذ ذاك الهوى لمرادها*** كتقليد أعلام النجاة ابن مالك
وملّكتها رقّى لرقّة لفظها*** وإن كنت لا أرضاه ملكا لمالك
وناديتها يا منيتي بذل مهجتي*** ومالي قليل في بديع جمالك
شرّاح الألفية
وقد شرح ألفية ابن مالك كثيرون من أئمة علماء النحو، نخص بالذكر منهم: المؤلف وابنه بدرالدين محمد، وبرهان الدين ابراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي الشافعي الهاشمي، وبهاء الدين عبدالله بن عبدالرحمن ابن عبدالله بن عقيل القرشيّ العقيلي، والشيخ عبدالله بن حسين الأدكاوي، وبدر الدين بن قاسم بن عبدالله بن علي المراديّ المصريّ المعروف بابن أم قاسم، ونور الدين أبا الحسن علي بن محمد الأشموني، والعلامة المختار بن بون، وزين الدين عبدالرحمن بن أبي بكر المعروف بابن العينيّ، وأبا زيد عبدالرحمن بن علي بن صالح المكوّدي، وأبا محمد القاسم بن فيزة بن خلف بن أحمد الرعيني الأندلسي، وشمس الدين أبا عبدالله محمد بن أحمد بن عليّ بن جابر الهوّاريّ الأندلسي، وغيرهم. وجميع هذه الشروح ـ المطبوع منها والمخطوط ـ محفوظ بدار الكتب المصرية.
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد هو ابن مالك *** أحمد ربي الله خير مالك
مصلّيا على النبي المصطفى *** وآله المستكملين الشّرفا
وأستعين لله في ألفيّه *** مقاصد النّحو بها محويّه
تقرّب الأقصى بلفظ موجز *** وتبسط البذل بوعد منجز
وتقتضي رضا بغير سخط *** فائقة ألفيّة ابن معطي
وهو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافرة *** لي وله في درجات الآخرة
أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين
والصفات المشبّهة بها
كفاعل ٍ صغ اسم فاعل ٍ إذا *** من ذي ثلاثة ٍ يكون كغذا
وهو قليل ّ في فعلت وفعل *** غير معدّى بل قياسه فعل
وأفعل ّ فعلان نحو أشر *** ونحو صديان ونحو الأجهر
وفعل ّ اولى وفعيل ّ بفعل *** كالضّخم والجميل والفعل جمل
وأفعل ّ فيه قليل ّ وفعل *** وبسوى الفاعل قد يغنى فعل
وزنة المضارع اسم فاعل *** من غير ذي الثلاث كالمواصل
مع كسر متلوّ الأخير مطلقا *** وضمّ ميم زائدٍ قد سبقا
وإن فتحت منه ما كان انكسر *** صار اسم مفعول ٍ كمثل المنتظر
وفي اسم مفعول الثلاثيّ اطّرد *** زنة مفعول ٍ كآتٍ من قصد
وناب نقلا ً عنه ذو فعيل *** نحو فتاة أو فتى كحيل
أبنية المصادر
فعل ّ قياس مصدر المعدّى *** من ذي ثلاثةٍ كردّ ردّا
وفعل اللازم بابه فعل *** كفرح ٍ وكجوىً وكشلل
وفعل اللازم مثل قعدا *** له فعولّ باطرّادٍ كغدا
ما لم يكن مستوجبا ً فعالا ً *** أو فعلاناً فادر أو فعالا
فأولّ لذي امتناع ٍ كأبى *** والثان للذي اقتضى تقلّبا
للدّا فعالّ أو لصوت ٍ وشمل *** سيرا ً وصوتا ً الفعيل كصهل
فعولة ّ فعالة ّ لفعلا *** كسهل الأمرُ وزيدّ جزلا
وما أتى محالفا لما مصى *** فنابه النقل كسخطٍ ورضا
وغير ذي ثلاثة ٍ مقيس *** مصدره كقدّس التقديس
وزكّه تزكية وأجملا *** إجمال من تجمّلا ً تجمّلا
واستعذ استعاذة ً ثمّ أقم *** إقامة وغالبا ً ذا التا التزم
وما يلي الآخر مدّ وافتحا *** مع كسر تلو الثان ممّا افتتحا
بهمز وصل ٍ كاصطفى وضمّ ما *** يربع في أمثال قد تلملما
فعلالّ او فعللة ّ لفعللا *** واجعل مقيسا ً ثانيا ً لا أوّلا
لفاعل الفعال والمفاعله *** وغير ما مرّ السّماع عادلة
وفعلة ّ لمرّة ٍ كجلسه *** وفعلة ّ لهيئة ٍ كجلسه
في غير ذي الثلاث بالتا المرّه *** وشذّ فيه هيئة ّ كالخمرة
أسماء الأفعال والأصوات
ما ناب عن فعل ٍ كشتّان وصه *** هو اسم فعل ٍٍ وكذا أوّه ومَه
وما بمعنى افعل كآمين كثر *** وغيرُهُ كوي وهيهات نزر
والفعل من أسمائه عليكما *** وهكذا دونك مع إليكما
كذا رويد بله ناصبين *** ويعملان الخفض مصدرين
وما لما تنوب عنه عن عمل *** لها وأخّر مالذي فيه العمل
واحكم بتنكير الذي ينوّن *** منها وتعربف سواه بيّن
وما به خوطب ما لا يعقل *** من مُشبِهِ اسم الفعل صوتا يجعل
كذا الذي أجدى حكاية ً كقب *** والزم بنا النّوعين فهو قد وجب
أسماء لازمت النداء
"وفل" بعض ما يخصّ بالندا *** لؤمان نومان كذا واطّردا
في سبّ الانثى وزن يا خباث *** والأمر هكذا من الثلاثي
وشاع في سبّ الذكور فعل *** ولا تقس وجرّ في الشعر فل
أعلم وأرى
الى ثلاثة ٍ رأى وعلما *** عدوّا إذا صار أرى وأعلما
وما لمفعولي علمت مطلقا *** للثان والثالث أيضا حققا
وإن تعديّا لواحد ٍ بلا *** همز فلا ثنين به توصّلا
والثان منهما كثاني اثني كسا *** فهو به في كلّ حكم ٍ ذو ائتسا
وكأرى السابق نبّا أخبرا *** حدّث أنبأ كذاك خبّراً
أفعال المقاربة
ككان كاد وعسى لكن ندر *** غير مضارع ٍ لهذين خبر
وكونه بدون أن بعد عسى *** نزر ّ وكاد الأمر فيه عكسا
وكعسى حرى ولكن جعلا *** خبرها حتما بأن متصلا
وألزموا اخلولق أن مثل حرى *** وبعد أوشك انتفا أن نزرا
ومثل كاد في الأصحّ كربا *** وترك أن مع ذي الشروع وجبا
كأنشأ السائق يحدو وطفق *** كذا جعلت وأخذت وعلق
واستعملوا مضارعا ً لأوشكا *** وكاد لا غير وزادوا موشكا
بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد *** غنى ً بأن يفعل عن ثان ٍ فقد
وجرّدن عسى أو ارفع مضمرا *** بها إذا اسمّ قبلها قد ذكرا
والفتح والكسر أجز في السين من *** نحو عسيت وانتفا الفتح زكن
أفْعَلّ التفضيل
صغ من مصوغ ٍ منه للتعجب *** أفعل للتفضيل وأب اللذ أبي
وما به إلى تعجّبٍ وصل *** لمانع ٍ به الى التفضيل صل
وأفعل التفضيل صله أبدا *** تقديرا ً أو لفظا ً بمن إن جرّدا
وإن لمنكور ٍ يضف أو جرّدا *** ألزم تذكيراً وأن يوحّدا
وتلوُ أل طبقّ وما لمعرفه *** أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه
هذا إذا نويت معنى من وإن *** لم تنو فهو طبق ما به قرن
وإن تكن بتلو من مستفهما *** فلهما كن أبداً مقدّما
كمثل ممّن أنت خيرّ ولدى *** إخبار التقديم نزرا وردا
ورفعه الظاهر نزرّ ومتى *** عاقب فعلا ً فكثيراً ثبتا
كلن ترى في النّاس من رفيق *** أولى به الفضل من الصّدّيق
أمّا ولولا ولوما
أمّا كمهما يك من شيءٍ وفا *** لتلو تلوها وجوباً ألفا
وحذف ذي الفا قلَّ في نثر ٍ إذا *** لم يك قول ّ معها قد نُبِذا
لولا ولوما يلزمان الابتدا *** إذا امتناعاً بوجودٍ عقدا
وبهما التحضيض مز وهلا *** ألاّ ألا وأولينها الفعلا
وقد يليها اسم ّ بفعل ٍ مُضمَر ٍ *** علّق أو بظاهر ٍ مؤخّر
إسم الإشارة
بذا لمفرد ٍ مذكّر أشر *** بذي وذه تا على الأنثى اقتصر
وذان تان للمثنّى المرتفع *** وفي سواه ذين تين اذكر تطع
وبأولى أشر لجمع ٍ مطلقا ً *** والمدّ أولى ولدى البعد انطقا
بالكاف حرفا ً دون لام ٍ أو معه *** واللام إن قدّمت هاممتنعة
وبهنا أو ههنا أشر إلى *** داني المكان وبه الكاف صلا
في البعد أو بثمّ فه أو هنّا *** أو بهنالك انطقن أو هنّا
إشتغال العامل عن المعمول
إن مضمر إسم ٍ سابق ٍ فعلا ً شغل *** عنه بنصبٍ لفظه أو المحلّ
فالسّابق انصبه بفعل ٍ أضمرا *** حتما ً موافق ٍ لما قد أظهرا
والنّصب حتمّ إن تلا السّابق ما *** يختصّ بالفعل كإن وحيثما
وإن تلا السّابق ما بالابتدا *** يختصّ بالفعل كإن وحيثما
كان إذا الفعل تلا ما لم يرد *** ما قبل معمولا ً لما بعد وجد
واختير نصب ّ قبل فعل ٍ ذي طلب *** وبعد ما إيلاؤه الفعل غلب
وبعد عاطف ٍ بلا فصل ٍ على *** معمول ٍ فعل ٍ مستقرٍّ أوّلا
وإن تلا المعطوف فعلا ً مخبرا *** به عن اسم ٍ فاعطفن مخيّرا ً
والرّفع في غير الذي مرّ رجح *** فما أبيح افعل ودع ما لم يبح
وفصل مشغول ٍ بحرف جرّ *** أو بإضافة ٍ كوصل ٍ يجري
وسوّ في ذا الباب وصفا ً ذا عمل *** بالفعل إن لم يك مانعّ حصل
وعلقهّ حاصلةّ بتابع *** كعلقةٍ بنفس الإسم الواقع
إعراب الفعل
ارفع مضارعاً إذا يُجرّد *** من ناصبٍ وجازم ٍ كتسعد
وبلن انصبه وكي كذا بأن *** لا بعد علم ٍ والتي من بعد ظنّ
فانصب بها والرّفع صحّح واعتقد *** تخفيفها من أنّ فهو مطّرد
وبعضهم أهمل أن حملا ً على *** ما أختها حيث استحقّت عملا
ونصبوا بإذن المستقبلا *** إن صدّرت والفعل بعد موصلا
أو قبله اليمين وانصب وارفعا *** إذا إذن من بعد عطف ٍٍ وقعل
وبين لا ولام جرٍّ إلتزم *** إظهار أن ناصبة ً وإن عُدِم
لا فأن اعمل مظهراً أو مضمراً *** وبعد نفي كان حتماً أضمرا
كذاك بعد أو إذا يصلح في *** موضعها حتى أو والا أن خفي
وبعد حتى هكذا إضمار أن *** حتمّ كجد حتى تُسَرّد ذا حزن
وتلو حتّى حالا ً أو مؤولا ً *** به ارفعنّ وانصب المستقبلا
وبعد فا جواب نفي ٍ أو طلب *** محضين أن وسترها حتمّ نصب
والواو كالفا إن تفد مفهوم مع *** كلا تكن جلداً وتظهر الجزع
وبعد غير النفي جزماً اعتمد *** إن تسقط الفا والجزاء قد قُصِد
وشرط جزم ٍ بعد نهي أن تضع *** إن قبل لا دون تخالف ٍ يقع
والأمر إن كان بغير افعل فلا *** تنصب جوابه وجزمه اقبلا
والفعل بعد الفاء في الرّجا نُصِب *** كنصب ما الى التمنّى ينتسب
وإن على اسم ٍ خالص ٍ فعل ّ عُطِف *** تنصبه أن ثابتاً أو منحذف
وشذّ حذف أن ونصبّ في سوى *** ما مرّ فاقبل منه عدل ّ روى
إعمال اسم الفاعل
كفعله اسم فاعل ٍ في العمل *** إن كان عن مضيّه بمعزل
وولي استفهاما ً أو جرف ندا *** أو نفيا ً او جافصة ًً أو مسندا
وقد يكون نعت محذوف ٍ عُرِف *** فيستحق العمل الذي وصف
وإن يكن صلة ففي المضي *** وغيره إعماله قد ارتضي
فعّالّ او مفعالّ او فعول *** في كثرة ٍ عن فاعل ٍ بديل
فيستحق ماله من عمل *** وفي فعيل ٍ قلّ ذا وفعل
وما سوى المفرد مثله جعل *** في الحكم والشروط حيثما عمل
وانصب بذي الإعمال تلوا ً واخفض *** وهو لنصب ما سواه مقتضي
واجرر أو انصب تابع الذي انخفض *** كمبتغي جاهٍ ومالا ً من نهض
وكلّ ما قُرّر لاسم فاعل *** يُعطى اسم مفعول ٍ بلا تفاضل
فهو كفعل ٍ صيغ للمفعول في *** معناه كالمعطى كفافاً يكتفي
وقد يضاف ذا الى اسم ٍ مرتفع *** معنىً كمحمود المقاصد الورع
إعمال المصدر
بفعله المصدر ألحق في العمل *** مضافا ً أو مجرّدا ً أو مع أل
إن كان فعل ّ مع أن أو ما يحلّ *** محلّه ولاسم مصدر ٍ عمل
وبعد جرّه الذي أضيف له *** كمّل بنصبٍ أو برفع ٍ عمله
وجُرَّ ما يتبع ما جرّ ومن *** راعى في الاتباع المحلّ فحسن
إنّ وأخواتها
لإنّ أنّ ليت لكنّ لعلّ *** كأنّ عكسّ ما لكان من عمل
كإنّ زيدا ً عالمّ بأنّي *** كفءّ ولكنّ ابنه ذو ضعن
وراع ذا الترتيب إلا في الذي *** كليت فيها أو هنا غير البذي
وهمز إنّ افتح لسدّ مصدر *** مسدّها وفي سوى ذاك اكسر
فاكسر في الابتدا وفي بدء صله *** وحيث إنّ ليمين ٍ مكمله
أو حيكت بالقول أو حلّت محلّ *** حال ٍ كزرته وإنّي ذو أمل
وكسروا من بعد فعل ٍ علّقا *** باللام كاعلم إنّه لذو تقى
بعد إذا فجاءةٍ أو قسم *** لا لام بعده بوجهين نمي
مع تلوفا الجزا وذا يطّرد *** في نحو خير القول إنّي أحمد
وبعد ذات الكسر تصحب الخبر *** لام ابتداءٍ نحو إنّي لوزر
ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا *** ولا من الأفعال ما كرضيا
وقد يليها مع قد كإنّ ذا *** لقد سما على العدا مستحوذا
وتصحب الواسط معمول الخبر *** والفصل واسما ً حلّ قبله الخبر
ووصل ما بذي الحروف مبطل *** إعمالها وقد يبقى العمل
وجائزّ رفعك معطوفا على *** منصوب إنّ بعد أن تستكملا
وألحقت بإنّ لكنّ وأن *** من دون ليت ولعلّ وكأنّ
وخفّفت إنّ فقلّ العمل *** وتلزم اللام إذا ما تمهل
وربّما استغني عنها إن بدا *** ما ناطقّ أراده معتمدا
والفعل إن لم يك ناسخا فلا *** تلفيه غالبا ً بإن ذي موصلا
وإن تخفف أنّ فاسمها استكن *** والخبر اجعل جملة ً من بعد أنّ
وإن لم يكن فعلا ً ولم يكن دعا *** ولم يكن تصريفه ممتنعا
فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو *** تنفيس ٍ أو ولو قليل ّ ذكر لو
وخفّفت كأنّ أيضا فنوي *** منصوبها وثابتا ً أيضا روي
الإبدال
أحرفُُ الإبدال هدأت موطيا *** فأبدل الهمزة من واو ٍ ويا
آخراً اثر ألِفٍ زيدَ وفي *** فاعل ما أعلَّ عيناً ذا اقتفي
والمدُّ زيدَ ثالثاً في الواحد *** همزاً يُرى في مثل كالقلائد
كذاك ثاني ليّنين اكتنفا *** مدَّ مفاعل كجمع ٍ نيّفا
وافتح ورُدَّ الهمز يا فيما أعِلّ *** لاماً وفي هراوةٍ جُعِل
واواً وهمزاً أوّل الواوين رُدَّ *** في بدء غير شبه ووُفيَ الأشدُّ
ومدّاً ابدِل ثانيَ الهمزين من *** كلمةٍ ان يسكُنْ كآثر وائتمن
إن يُفتح اثر ضمٍّ او فتح ٍ قُلِب *** واواً وياء إثر كسر ٍ ينقلب
ذو الكسر مطلقا كذا وما يُضمُّ *** واواً أصر ما لم يكن لفظاً أتمُّ
فذاك ياءً مُطلقاً جا وأؤمُّ *** ونحوهُ وجهين في ثانيه أم
وياءً اقلب ألِفاً كسراًً تلا *** أو ياءَ تصغير ٍ بواو ٍ ذا افعلا
في آخر ٍ أو قبل تا التأنيث أو *** زيادتي فعلان ذا أيضاً رأوا
في مصدر المعتلِّ عيناً والفعل *** منه ُ صحيحّ غالباً نحوُ الحِوَل
وجمعُ ذي عين ٍ أعِلَّ أو سكن** فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عنّ
وصحَّحوا فعلة ً وفي فِعَل *** وجهان والإعلالُ أولى كالخِيَل
والواو لاماً بعد فتح ٍ يا انقلب *** كالمعطيان يرضيان ووَجَب
إبدالُ واو ٍ بعد ضمَّ من ألِف *** ويا كموقن ٍ بذا لها اعتُرف
ويُكسرُُ المضمومُ في جمع ٍ كما *** يُقالُ هيم ّ عند جمع أهيما
وواواً اثرَ الضّمَّ رُدَّ اليا متى *** ألفي لام فعل ٍ او من قبل تا
كتاء بان ٍ من رمى كقدره *** كذا إذا كسَبُعان صيَّرَه
وإن تكن عيناً لِفعلَى وصفاً *** فذاك بالوجهين عنهم يُلفى
فصل
من لام ِ فعَلى اسماً أتى الواو بدل *** ياءٍ كتقوى غالباً جا ذا
بالعكس جاء لام فُعلى وصفاً *** وكونُ قصوى نادراً لا يخفى
فصل
إن يَسْكن السابق من واو ٍ ويا *** واتصلا ومن عروض ٍ عزيا
فياءَ الواو اقلِبن مُدغما *** وشذَّ مُعطى غير ما قد رُسما
من واو ٍ او ياءٍ بتحريك أصِل *** ألِفاً ابدِل بعد فتح ٍ مُتّصل
إن حُرِّك التالي وإن سُكِّنَ كفّ *** إعلال غير ِ اللام وهي لا يُكفّ
إعلالها بساكن ٍ غير ألِف *** أو ياء التشديدُ فيها قد ألِف
وصحّ عينُ فعَل ٍ وفعِلا *** ذا أفعَل ِ كأغيَدٍ وأحولا
وإن يبِنْ تفاعلّ من افتعل *** والعينُ واوّ سَلِمَت ولم تُعلّ
وإن لحرفين ذا الإعلالُ استُحِق *** صُحِّحَ أوّلّ وعكسّ قد يحِق
وعينُ ما اخرهُ قد زيدَ ما *** يخصُّ الاسمَ واجب? أن يسلما
وقبل يا اقلب ميماً النونَ إذا *** كان مسكّناً كمن بتّ انبذا
فصل
لساكن ٍ صحَّ انقل ِ التحريك من *** ذي لين ٍ آتٍ عين فعل كأبِن
ما لم يكن فعلَ تعجُّبٍ ولا *** كابْيَضَّ أو أهوى بلام ٍ عُلِّلا
ومثلُ فعل ٍ في ذا الاعلال اسمُ *** ضاهي مضارعاً وفيه وسمُ
ومِفعَلّ صحِّح كالمفعال *** وألِف الإفعال واستفعال
أزل لذا الإعلال والتا الزم عِوَض *** وحذفها بالنّقل رُبَّما عرَض
وما لإفعال ٍ من الحذف ومن *** نقل ٍ فمفعولّ به أيضا قمَن
نحوُ مبيع ٍ ومصون ٍ وندر *** تصحيح ذي الواو وفي ذي اليا اشتهر
وصحِّح المفعول من نحو عدا *** وأعلل ان لم تتحرَّ الأجودا
كذاك ذا وجهين جا الفعُولُ مِن *** ذي الواو لام جمع ٍ او فردٍ يعنّ
وشاع نحوُ نيَّم ٍ في نُوِّم *** ونحو نُيَّام ٍ شذوذهُ نُمي
فصل
ذو اللين فاتا في افتعال ٍ أبدلا *** وشذّ في ذي الهمز نحو ائتكلا
طاتا افتعال ٍ رُدَّ إثرَ مُطبق *** في ادَّانَ وازدد وادَّكِر دالا ً بقي
فصل
فا أمر ٍ او مضارع ٍ من كوعَد *** احذِف وفي كعدةٍ ذاك اطَّرد
وحذفُ همز أفعَلََ استمرَّ في *** مضارع ٍ وبنيتيْ مُتَّصف
ظِلت وظَلت في ظَلِلتُ استعمِلا *** وقِرنَ في اقرِرنَ وقَََرنَ نُقِلا
الإخبار بالذي والألف واللام
ما قيل أخبر عنه بالذي خبر *** عن الذي مبتدأ قبل استقر
وما سواهما فوسّطه صله *** عائدها خلف معطي التكملة
نحو الذي ضربته زيدّ فذا *** ضربت زيداً كان فادر المأخذا
قبول تأخير ٍ وتعريف ٍ لما *** أخبر عنه هاهنا قد حتما
كذا الغِني عنه بأجنبيٍّ او *** بمُضمَر ٍ شرط ّ فراع ما رعوا
وأخبروا هنا بأل عن بعض ما *** يكون فيه الفعل قد تقدّما
إن صحّ صوغ صلة ٍ منه لأل *** كصوغ واق ٍ من وقى الله البطل
وإن يكن ما رفعت صلة أل *** نمير غيرها أبين وانفصل
0 comments:
Post a Comment